ليه تسريحات وادي السيليكون مستمرة جدًا؟ والسر!

الواقع: التسريحات ماشيه من 2023 ولسه مستمرة لحد دلوقتي
من تلات سنين عندنا أكبر موجة تسريح وظايف حصلت في وادي السيليكون، ولسه تأثيرها مكمل. مش لازم تكون أستاذ جامعي علشان تحس إن الكلام متكرر ومش راضي يخلص - لكن المهم نفهم الجذور مش نقعد نعيط على صورة أو شائعة على السوشيال ميديا. الناس في مصر كتير بتقرأ الحدث بشكل سطحي وتاخد الصورة على إنها شرح كامل، وده اللي مخلي الخلاصة شبه كارثة: الناس فاهمة إنه الذكاء الصناعي بس هو السبب. خليني أوضحلك الصورة الواقعية خطوة خطوة.

الشركات الكبيرة مش بتسرّح عشان الموظف مش بيعرف AI - ده تبرير سهل ومريح بس غلط ​

فيه ناس بتقول: "الشركات سرحت لأن الـAI انهى الوظايف." الكلام ده بسيط لكنه بعيد عن الواقع. الحقيقة إن الشركات الكبيرة (أمازون، جوجل، مايكروسوفت، ميتا…) عاملة حاجة أكبر بكتير: بتراهن على نموذج بيزنس يدي نمو وأرباح متزايدة، وده مش سهل. يعني لو سنة عملت 100، السنة اللي بعدها لازم تعمل 120، وبعدها 150 - وده ضغط رهيب، خصوصًا مع أزمات اقتصادية عالمية وجمارك وحروب وتأثيرات سوقية.

فاللي بيحصل مش "الموظف مش يعرف يشتغل بالـAI"؛ اللي بيحصل إن الشركات مش لاقية طريق واضح يحول طفرة الذكاء الصناعي لدخل ثابت وكبير، وعلشان يحافظوا على صورة إنهم ماسكين السوق بيعملوا تخفيضات في الكلفة أحيانًا عن طريق تسريحات. باختصار: المسألة مالية واستراتيجية مش تقنية بحتة.

الدمقرطة في الـAI خلت المنافسة مجنونة - أي حد يقـدّر يعمل MVP بسرعة ​

اللي الناس مش محطّاه في دماغها: دلوقتي أي فريق صغير - 3 أو 4 أشخاص - يقدر يطلع بروتوتايب قوي جداً باستخدام أدوات جاهزة ونماذج LLM متاحة. ده معناه إن المنافسة اتفتحت، ومفيش احتكار سهل لحد كبير. المستثمرين كمان بقوا يحطوا فلوس بسرعة على أي demo واقعة عينهم عليه، ومبنفس اللحظة السوق بيبقى مليان مشاريع بتتنافس على نفس الشريحة. النتيجة: شركات كبيرة بتحاول تقلل المخاطر بتاعتها بأي طريقة، ولو لازم يقلّلوا عدد الناس علشان يحسنوا الأرقام المؤقتة - هيفعلوا ده.

أمثلة واقعية: مش كل الشركات اتأثرت بنفس الشكل - ليه آبل مختلفة؟ ​

في نفس الفترة، آبل ما عملتش موجة تسريحات بنفس الجنون. مش لأنها "أفضل" أخلاقياً؛ بس لأنها عندها نموذج بيزنس مختلف: عوائد ثابتة من الأجهزة والخدمات، وقاعدة مستخدمين متمسكة بالبراند. معناها إن بعض الشركات عندها مرونة مالية تخليها تستحمل الاهتزازات من غير ما تهزم الموظفين بالجملة. النقطة دي بتأكد إن المشكلة مش مجرد "AI بياخد الوظايف" - هي أزمة نمو وسياسة رأس مالية.

الناس بتفكر غلط في الحل: "هدرس AI وأضمن وظيفتي" - الموضوع مش كده بس ​

طبعًا لازم تتعلم وتطوّر من نفسك - ده مش نقاش - لكن لو فكرت إن كورس واحد في ماشين ليرننج هيضمنلك وظيفة في أمازون أو جوجل، فده وهم. الشركات الكبيرة عندها معايير توظيف معقدة، وفي حالات كتير الموظفين كانوا مؤهلين جدًا وذو خبرات عالية لكن اتسرحوا برضه بسبب قرارات استراتيجية. يعني تطوير المهارات مهم لكنه مش وصفة سحرية لحماية وظيفتك 100%.

ليه الشركات بتسرّح فعلاً؟ خلاصة بسيطة وواضحة ​

• مش لاقيين النمو المالي المطلوب في زمن صعب اقتصاديًا.
• خوف من المنافسة من شركات أصغر تستغل الـAI بطريقة أسرع.
• رغبة في تحسين نسب الربح المؤقتة وإرضاء المستثمرين.
  يعني كله رجع لمعادلة واحدة: نمو وأرباح، ومش لأن الموظف مش أعرف أو مش متطوّر.

ازاي تتعامل كفرد؟ نصايح عملية مش نواشف نظرية ​

• طوّر مهاراتك لكن ركّز على قيمة عملية مش بس شهادات: يعني إزاي تقدر تحسن عملية فعلية في شركة؟ مش بس "أنا أعرف LLM".
• كن مرن: إتعلم أدوات وتولز كتير، وتعلم الشغل الجماعي، مهارات التواصل، وإزاي تعرض قيمة شغلك.
• جهّز Plan B: استثمر في سرفيسز أو مشاريع جانبية (فريلانس، بوتستارت أب صغير، شروحات تقنية، الخ).
• ابني شبكة علاقات حقيقية: LinkedIn ومجتمعات التقنية ممكن يفتحوا لك أبواب أسرع من أي كورس.

ازاي ننظر للمشهد ككل: مش دراما فردية، ده نظام اقتصادي معقد ​

التسريحات مش مجرد قرار HR أو IT. هي نتيجة لعبة كبيرة بين استثمار، نمو، منافسة، وسياسات عالمية. عشان نفهمها لازم نبطل نلخّصها في صورة أو جملة على فيسبوك. لازم نفهم الأرقام، السياسات، والميكانيزمات اللي ورا القرار ده. وده اللي بيخلّي تحليل الوضع ضرورة مش رفاهية.

نهاية سريعة: مين الصح؟ مين الغلط؟ والمطلوب منك دلوقتي ​

• الغلط إنك تفتكر إن الحل سهل أو إن الأمر شخصي: "اللي مش متعلم AI هو السبب".
• الصح إن المشكلة مركبة: مالية، استراتيجية، سوقية، وسياسية.
• المطلوب منك: طوّر مهارات عملية، كن مرن، وابني بدائل. ما تعتمدش إن أي كورس واحد هيبقى خلاص الضمان.